مُعيقات الإرضاع الوالدي الحصري لدى الأمّهات خلال الشهور الستّة الأولى من عمر الرضيع

Authors

  • Haya Ebraheem Tishreen University
  • Raja Ghadbani Tishreen University

Abstract

مُقَدِّمة

 يُوصَف الإرضاع الوالدي بأنّه هديّة من الأم لطفلها، فهو يوفّر أفضلَ بدايةٍ ممكنة في الحياة؛ حيث يقدّم فوائد صحّية وغذائية وعاطفية لكلٍّ من الأطفال والأمّهات، كما يوفّر مصدراً غذائيّاً كاملاً، مُناسِباً وآمِناً للرضّع، ويعزّز بقاءَ الطفل ورفاهَه، بالإضافة إلى ذلك يوفّر حليب الثدي المُغذّيات والمعادنَ الكافية، يعزّز مناعة حديثيّ الولادة، يحسّن النموّ المعرفي والنفسي، ويحمي الطفل من الإصابة بالأمراض، كما أنّ الأمّهات اللواتي يُرضِعنَ إرضاعاً والديّاً ويستمرَّينَ فيه حتى مدّة شهر واحد فقط لديهنّ خطرَ أقل للإصابة بالنزيف المُميت بعد الولادة، وخطر الإصابة بسرطانيّ الثدي والمبيض وفقر الدم، وتكون لديهنّ نوعية حياة أفضل من اللواتي لا يفعَلن، لِذا، توصي منظّمة الصحّة العالميّة أن يتمّ إرضاع الطفل إرضاعاً والديّاً حصرياً خلال الشهور الستّة الأولى من حياته.

 تحتاج الأمّهات إلى الدعم لبدء الإرضاع الوالدي واستمراره، ويجب على المتخصّصين في الرّعاية الصحّية من ضمنهم الممرّضون معالجة العوامل النفسية والاجتماعية القابلة للتعديل لمنع الإيقاف المُبكر للإرضاع الوالدي، ويمكن أن يؤدّي تحسين الوصول للاستشارة المُثلى إلى إطالة مدّة الإرضاع الوالدي الحصري وتعزيزه، فكلّما كان تلقّي الرّضيع لحليب الثدي أطول وأكثر حصريّةً خلال الشهور الستّة الأولى من عمره زادت الفوائد الصحّية المُتاحة له.

هدف البحث:

هدفَ هذا البحث إلى تحديد مُعيقات الإرضاع الوالدي الحصري لدى الأمّهات خلال الشهور الستّة الأولى من عمر الرضيع.

مواد وطرائِق البحث:

تصميم البحث: اتّبَعَ هذا البحث المنهجَ الوصفي.

مكان البحث: أُجريَ هذا البحث في المراكز الصحّية التالية: مركز الشهيد عدنان عابدين، مركز الشهيد حسن زوان، ومركز الشهيد نوّار يوسف التابعة لمديريّة الصحّة باللاذقيّة.

زمن البحث: تمّ جمع البيانات من أفراد العيّنة في الفترة الزمنيّة الواقعة بين 1\8\2022 و 31\8\2023

عيّنة البحث: تمَّ اختيار عيّنة مؤلّفة من 003 أُمّ، حيث تمَّ أخذ 100 أُمّ من كلّ مركز صحّي وذلك بطريقة العيّنة المُتاحة ممّن تتوفّر فيهنّ الشروط التالية:

  • لم تمضِ 6 شهور على ولادتهنّ ولا يُرضعن إرضاعاً والديّاً حصريّاً.
  • قادرات على التواصل اللفظي.
  • راغِبات بالمُشاركة في الدراسة.

 أداة البحث: تمّ جمع بيانات هذه الدراسة باستخدام أداة وحيدة تحوي الأجزاء الثلاثة التّالية:

الجزء الأول: المعلومات الديموغرافية والاجتماعية للأمّهات الّذي تمّ تطويرُه من قِبَل الباحثة، ويتضمّن: (العمر، المستوى التعليمي، المستوى الاقتصادي، العمل، ترتيب الطفل الحالي، طريقة الولادة،…)

الجزء الثاني: مُمارَسات الأمّهات المتعلّقة بتغذية أطفالهنّ، تمّ تطويرها من قِبَل الباحثة بعد مراجعة الأدبيّات ذات الصلة بموضوع البحث.

الجزء الثالث: استبيان مُعيقات الإرضاع الوالدي الحصري لدى الأمّهات، وهو استبيان تمّ تطويره من قِبَل (Thomas J.   2016)، الذي يتألّف من 21 بنداً ومن هذه المُعيقات (عدم إنتاج/ كفاية حليب الثدي، التعب والإجهاد، عدم توفّر الوقت الكافي، العمل، مشاكل في حلمتيّ الثدي، ضعف إطباق شفتَيّ الرضيع،...)، قامَت الباحثة بترجمته إلى اللُّغة العربية وتألَّفَ من 35 بنداً بعد إجراء بعض التعديلات عليه بما يتلاءَم مع موضوع البحث، وإضافة بنود جديدة مثل (استخدام اللهّاية، الحمل، التدخين،...)، وتمّت الإجابة على كلّ منها بـ(نعم 0 أو لا1 ). (47)

طرائق البحث:

  • تمّ طلب الموافَقات اللازمة من إدارة جامعة تشرين والمراكز الصحّية المذكورة سابقاً.
  • قامت الباحثة بتطوير الجزأين الأوّل (المعلومات الديموغرافية والاجتماعية للأمّهات)، والثاني (مُمارَسات الأمّهات المتعلّقة بتغذية أطفالهنّ) من أداة البحث.
  • تمّت ترجمة الجزء الثالث من الاستبيان (مُعيقات الإرضاع الوالدي الحصري لدى الأمّهات) من قِبَل الباحثة وإجراء التعديلات اللازمة بعد مُراجعة الأدبيّات ذات الصلة بموضوع البحث.
  • تمّ التأكّد من وضوح أداة البحث ومُلاءَمة أسئلتِها لموضوع البحث، وذلك بعرضِها على لجنة من الخُبَراء في كلّية التمريض.
  • تمّ الحصول على الموافَقات الشفهيّة من أفراد العيّنة بعد شرح الهدف من الدراسة وضمان سرّيّة المعلومات لهم.
  • قامَت الباحثة بمُقابلة أفراد العيّنة كلّ على حِدة وطرحِ أسئلة الاستبيان عليهم لجمع البيانات، واستغرَقَ مَلء الاستبيان 10-51 دقيقة.
  • تمّ إجراء دراسة دليليّة استرشادية Pilot Study)) على 10٪ من مُجتَمع الدراسة (30 أُمّ) واستبعادُهم من البحث، والتأكد من موثوقيّة وثبات أداة البحث باستخدام مُعامل ألفا كرونباخ، وتبيّن أنّها قابلة للتطبيق وكانت درجة الثبات 79.
  • تمّ تحليل البيانات وفقَ برنامج SPSS الإصدار 25، وعرض النتائج ضمن جداول وأشكال بيانيّة.

النتائج الرئيسة للدراسة:

    أظهرَت دراستُنا الحاليّة وجودَ مُعيقاتٍ للإرضاع الوالدي الحصري متعلّقة بالرّضيع، وكان المُعيق الأبرز رفض الرضيع للثدي وحدوث الفطام الذاتي لدى (10.34٪) من الأمّهات وذلك نتيجةً لعدم وجود حليب في الثدي، ثمّ انفصال الرضيع عن أمّه لأسباب مرَضيّة لديه أوّلها وجوده في الحاضنة لدى (9.7٪) من الأمّهات، تلاه بكاؤه المستمر حتى بعد إرضاعِه من الثدي لدى (9٪) من الأمّهات، ثمّ عدم زيادة وزنه لدى (7.3٪) من الأمّهات، يليه اعتياد الرضيع الحليب الصناعي لدى (6٪) من الأمّهات، والحمل التوءَمي لدى (4.33٪) منهنّ.

      وجَدَت أيضاً مُعيقاتٍ للإرضاع الوالدي الحصري متعلّقة بالأم، وكان المُعيق الأبرز عدم إنتاج/ كفاية حليب الثدي نتيجةً لأسباب عضويّة أو مجهولة السبب لدى (15٪) من الأمّهات، تلاه وجود اضطرابات نفسيّة لدى الأم مثل (اكتئاب ما بعد الولادة) أدّت لعدم إنتاج / كفاية حليب الثدي لدى (13.3٪) من الأمّهات، ثم وجود مشاكل في حلمتيّ الثدي (ألم، تشقّقات، غؤور، نزّ دموي) لدى (9.3٪) من الأمّهات، يليه ابتعاد الأم عن رضيعِها لأسباب مرَضيّة لديها عند (7.7٪) من الأمّهات، ثمّ التعب والإجهاد لدى (5٪) منهنّ.

      كانت هناك مُعيقاتٌ إضافيّة للإرضاع الوالدي الحصري متعلّقة بالأم كان نصفها اعتقاد الأم أنّ حليبها خفيف القوام لا يُشبِع الرّضيع والبقيّة توزّعت بين حدوث سوابق ولادة مبكرة لدى (14.28٪)، وجود قثطرة قلبيّة وانسمام حملي لدى الأم، قلّة نومها، نقص تناولها للطعام، ظهور طفح جلدي لديها، وعدم محاولتها الإرضاع الوالدي بعد اعتياد الرضيع الحليب الصناعي، ولكلّ منها حالة واحدة بلغت نسبتها (7.14٪).  

   وُجِدَت فروق ذات دلالة إحصائيّة مهمّة جدّاً في نمط الإرضاع الحالي وفقَ متغيّر بدء إرضاع الوليد بعد الولادة، حيث بلَغَت نسبة من اعتمَدنَ نمط الإرضاع الوالدي مع الصناعي وكنّ قد بدأنَه بعد الولادة (39.2٪) مقابل (10٪)، وقيمة الدلالة الإحصائية (P=0.000).

  وُجِدَت فروق ذات دلالة إحصائيّة مهمّة في نمط الإرضاع الحالي وفقَ متغيّر المهنة لصالح المرأة العاملة التي استمرّت بالإرضاع الوالدي مع الصناعي بنسبة (42.3٪) مقابل (28.8٪) لربّة المنزل، حيث قيمة الدلالة الاحصائيّة (P=0.016).

     تبيّنَ في دراستنا وجود فروق ذات دلالة إحصائية مهمّة في نمط الإرضاع الحالي وفقَ متغيّر تلقّي الدّعم من الزوج أو العائلة لصالح من تلقّت الدعم، حيث قيمة الدلالة الإحصائيّة (P=0.029).

     لم تُوجد فروق ذات دلالة إحصائيّة في نمط الإرضاع الحالي وفقَ مُتَغيِّرات العمر، المستوى التعليمي، المستوى  الاقتصادي، الحالة الاجتماعية و مكان السكن، حيث قيمة الدلالة الإحصائيّة (P>0.05).

     تَبيّنَ في دراستنا عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائيّة في نمط الإرضاع الحالي وفقَ ترتيب الطفل الحالي، طريقة الولادة، وبقاء الطفل مع الأم في نفس الغرفة بعد الولادة، حيث قيمة الدلالة الإحصائيّة (P>0.05).

     لم توجَد فروق ذات دلالة إحصائيّة في نمط الإرضاع الحالي وفقَ مُتَغيِّرات النيّة للإرضاع الوالدي، تلقّي الإرضاع الوالدي في سنّ الرضاعة، تلقي تثقيف حول الإرضاع الوالدي، وتحضير الثدي للإرضاع قُبَيل الولادة؛ حيث مستوى الدلالة الإحصائيّة أكبر من (0.05) لجميع هذه المُتَغيِّرات.

أهمّ التّوصيات:

  • التعرّف باكراً على الأمّهات المُعَرَّضات للإيقاف المُبكر للإرضاع الوالدي من أجل تقديم الدّعم والتثقيف اللازِمَين لهنّ.
  • تمكين الممرّضين ومُقَدّمي الرّعاية الصحّية والمَعنيّين بصحّة الأم والطفل من أداء دورهم بنشر ثقافةٍ تعزّز وتدعم استمرار الإرضاع الوالدي الحصري لاسيّما في الشهور الستّة الأولى من عمر الرضيع.
  • تقديم التثقيف الصحّي للسيّدات عموماً، والحوامل والمُرضِعات خصوصاً حول فوائد حليب الثدي، وكيفيّة التحضير لعملية الإرضاع الوالدي، وتعليمهنّ الطريقة الصحيحة للإرضاع الوالدي، وتوزيع بروشورات توضيحيّة حول ذلك.
  • التأكيد على أهمّية محاولة إرضاع الرّضيع من الثدي في الساعة الأولى من ولادته والّتي تُسمّى الساعة الذهبية من أجل الحفاظ على إدرار حليب الثدي واستمراره فيما بعد.
  • المُطالَبة بإحداث سياسات تُراعي أمومة المرأة العامِلة، وتسمح لها بتقديم كلّ العناية اللازمة لأطفالِها الرضّع بعدَ كلّ ولادة.
  • إجراء هذه الدراسة على عيّنةٍ أكبر من الأمّهات، وعلى مُجتمعات مختلفة، وإجراء المزيد من الدراسات حول أسباب إيقاف الأمّهات للإرضاع الوالدي قبل الشهور الستّة الأولى من عمر الرّضيع، وطرق التغلّب على تلك الأسباب.

الكلمة المفتاحية:

     الإرضاع الوالدي الحصري

Published

2024-04-08

How to Cite

1.
إبراهيم ه, رجاء غضبان. مُعيقات الإرضاع الوالدي الحصري لدى الأمّهات خلال الشهور الستّة الأولى من عمر الرضيع. Tuj-hlth [Internet]. 2024Apr.8 [cited 2024May2];46(1):487-96. Available from: https://journal.tishreen.edu.sy/index.php/hlthscnc/article/view/16882