أنسنة الحيوان في قصص الأطفال السورية (العصفور المسافر – الطيران الأول) أنموذجاً

الملخص

الأنسنة إضفاء صفات الإنسان على غير الإنسان سواءٌ أكان جماداً، حيواناً، أم غير ذلك من عناصر الطبيعة المحسوسة الملموسة منها وغير المحسوسة الذهنية.

والأنسنة موضوعٌ شديدُ الثراء في تجربةَ القصة القصيرة على نحوِ عامِّ وفي قصص الأطفال على نحو خاصِّ، وهذه الدراسة تبحث في كيفية أنسنة الحيوان في القصّة الطفلية في تجربة عبد الله عبد القاصّ السوريّ وتحاول أن تبيّن أسباب هذا التوجّه ودوافعه.

ولما كانت ظواهر الواقع المعيش وكائناته رافداً من روافد التجربة القصصية، يتخذ القاص منها مادة لقصصه وأدواتٍ لنقل ما يدور في مخيّلته ومكنونات نفسه إلى جمهوره من القراء، فإنّ لأنسنة هذه الكائنات صلةً بحالة الأديب ورسالته الأدبية، والشخصية الحيوانية تتمتع بحضورها المتميّز في ذهن الأطفال لما تشكّله من عاملٍ نفسيٍّ يؤدِّي إلى استقرار المعلومة بمختلف أشكالها، ومن هنا جاءت أهمية البحث عبر تسليط الضّوء على الخصوصيّة المتفرّدة التي تتمتّع بها الأنسنة على صعيد النّص وتأثير هذا المصطلح على السّمات الخاصّة والمعايير الفكريّة والفنيّة والتّربويّة لقصص الأطفال.

والبحث قراءةٌ لنماذج قصصيةٍ تقوم على التّحليل، عبر التّعمّق في بنية النّصّ النثريّ المدروس، والوقوف على أساليب الأنسنة الفنية التي وظّفها القاصّ عبد الله عبد في قصصه. وتوصّل البحث إلى أنّ أنسنة الحيوان عكست معانيَ تربويةً وقيماً نبيلةً ومشاعرَ دفينةً كانت تعتمر في نفس عبد الله عبدً.