شعريّة الحَجْب في شعر الشّريف الرّضي

المؤلفون

  • محسن حيدر جامعة تشرين
  • رباح علي جامعة تشرين

الملخص

اللغة الشّعريّة لغة موحية؛ لكونها تحمل في جزئيّاتها المنسجمة دلالاتٍ خاصّةً، تختلف من غرضٍ شعريّ إلى آخر، ومن مبدع إلى غيره، الأمر الذي يستدعي لغة مميّزة لكلّ مضمون، فالمضامين الدّينيّة تستدعي مصطلحات خاصّة على نحو ما نجده في مصطلح الحجب المشير إلى الأستار وكشفها؛ للوصول إلى المعرفة الحقيقيّة.

والشّريف الرّضي شاعر يتميّز بانتمائه إلى أسرة مسلمة عريقة، وقد نوّع في أغراضه الشّعريّة، فكان لشعريّة الحجب لونٌ خاصّ  يميزه في كلّ غرض على حده إذ نجد في الغزل لديه نزعة صوفيّة، وهذاما جعله يسعى بشغفٍ لإزالة الحجب التي تفصله عن إيحاءاتها ودلالاتها.

 وكان الرّثاء غرضاً خاصّاً لديه؛ إذ يحمل أفكاراً ومعاني سامية ، فنجده مليئاً بالحُجُبْ، ولكنّها حُجُب دينيّة مُوصِلة إلى البقاء الدّائم، وليست وقوفاً على مزايا ميت؛ إذ كانت رثائيّاته ثنائيّات من الحُجُب، وثنائيات من الفناء والبقاء، وفي الوصف بدت التّمثلات الخياليّة مستندة إلى الحُجُب ودورها في تعميق الشّعريّة التي تكشف؛ الطّهارة، والرّقابة، الاجتماعيّة، والدّينيّة، والسّلطويّة، وغيرها.

وامتلأت القصائد بالحُجُب المتنوعة، تلك القصائد التي تتضمّن شعريّةً محمّلةً بالمفاهيم:  الدّينيّة؛ مثل (النّور)، ومفاهيم السّلطة؛ مثل (المطامع)، و(اليأس) ، وغيرها ممّا يكشف القيود في المجتمع، وقد تداخلت الحُجُب والغَيبة مشكّلتين وحدة شعوريّة مطلقة تمثّلت بالكشف عن رؤيا خاصّة في الدّين والسّلطة والمجتمع، وهي رؤيا أعملت أدواتها للكشف عن قصور العقل، ومحدوديّته أمام معرفة الحقائق الإلهيّة.

وقد اختار البحث الشريف الرّضي لخصوصيّته الشعريّة؛ فهو شاعر، ورجل دينٍ معروفٍ، وينتهي نسبه إلى آل بيت النبي (ص)، وله مكانة اجتماعية مرموقة، وعلاقة مميّزة مع السلطة، وذلك  كلُّه يفرض مزيداً من القيود، ومزيداً من الحُجُب.

 

التنزيلات

منشور

2024-10-14

كيفية الاقتباس

حيدر م. ., & رباح علي. (2024). شعريّة الحَجْب في شعر الشّريف الرّضي. مجلة جامعة تشرين للبحوث والدراسات العلمية- سلسلة الآداب والعلوم الانسانية, 46(4), 489–510. استرجع في من https://journal.tishreen.edu.sy/index.php/humlitr/article/view/17878

الأعمال الأكثر قراءة لنفس المؤلف/المؤلفين