أهمية الاستثمار في رأس المال البشري ( قراءة في التجربة الماليزية وإمكانية الاستفادة منها )

الملخص

منذ بدء الألفية الجديدة بات واضحاً وبشكلٍ متزايد أنَّ التعليم ورأس المال البشري يشكلان عنصرًا أساسيًا في عمليات تعزيز النموالاقتصادي واستحداث التنمية الاقتصادية، ووسيلة الانتقال إلى اقتصاد معرفي قائم على الإبداع والابتكار. وهو ما يفضي إلى ضرورة الإحاطة بمفاهيم رأس المال البشري والاستثمار فيه، ومدى أهمية نجاح السياسات التعليمية. ولا سيما أنَّ تطوير مهارات ومعارف رأس المال البشري والاستفادة منها تتعدى حدود القوى العاملة الحالية إلى القوى العاملة المحتملة أيضاً. وبناءً عليه يهدف البحث إلى الإلمام بتطور مفهوم رأس المال البشري واستثماره كأحد عوامل الحياة الاقتصادية، وكافة القضايا النظرية المرتبطة به، إضافةً إلى قراءةٍ في التجربة الماليزية والتي تعتبر بأنها تجربة رائدةً وفريدةً في هذا السياق .

أهمية البحث: ترتبط أهمية البحث بدور الاستثمار في رأس المال البشري كأهم عوامل تحقيق معدلات النمو الاقتصادي المرجوة وركيزةٌ أساسية في استحداث التنمية الاقتصادية المنشودة، ووسيلة العبور من حالة الاقتصاد القائم على العملية الانتاجية التقليدية إلى حالة اقتصاد المعرفة القائم على المهارات والإبداع والابتكار والمواكب للتطورات التكنولوجية السريعة التي يشهدها العالم.

النتائج: ارتبط نشوء وتطوّر مفهوم رأس المال البشري، بتطور الدراسات الاقتصادية التي عُنَيت بدراسة النمو الاقتصادي والعوامل المؤثرة فيه وفي هذا الصدد أوضح ثيودور شولتز" بأنه على الرغم من معرفة أنّ الأفراد يكتسبون مهارات ومعارف مفيدة، إلا أنَّه لم يكن من المعروف أنَّ هذه المهارات والمعارف هي شكل من أشكال رأس المال، وأنَّ هذا الشكل من رأس المال في جزءٍ هام منه