إنشاء الخارطة الرقمية لشبكة نقل الطاقة بالتوتر (66kV) في محافظة اللاذقية باستخدام تقنيات الاستشعار عن بعد ونظام المعلومات الجغرافية

الملخص

يُشكّل نظام الطاقة الكهربائية أحد أهم مرافق البنية التحية التي تدعم النمو الاقتصادي والتطور في المجتمعات الحديثة ويمثل معياراً هاماً لتطور المجتمع ورخاء الشعب. يؤدي فشل هذا النظام في تأدية وظائفه إلى حدوث أضرار اقتصادية كبيرة. لذلك فإنّ تخطيط وتصميم وتشغيل ومراقبة هذا النظام يتطلب توافر قواعد بيانات فعّالة ومحدّثة تمكن القائمين على إدارته من اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب لضمان استمرار عمله بالشكل الأفضل. وبما أنّ هذا النظام يمتد على مساحات جغرافية كبيرة وله أبعاد مكانية، فإنّ قواعد البيانات التقليدية (الورقية أو الحاسوبية غير المرتبطة بالمكان) لا تقدم لمتخذي القرار الصورة الأفضل عن وضع النظام عند اتخاذ القرار. يعد نظام المعلومات الجغرافية Geographic information System-GIS)) من أهم أنظمة قواعد البيانات المرتبطة بالمكان. وبتكامل هذا النظام مع نظام تحديد المواقع العالمي (Global Positioning System-GPS) ونظام الاستتشعار عن بعد (Remote Sensing-RS)، يمكن إيجاد الحلول للمشاكل ذات البعد الجغرافي بفعالية ودقة وسهولة أكبر. يعرض هذا المقال كيفية بناء الخارطة الرقمية لشبكة نقل الطاقة الكهربائية بالتوتر 66kV في محافظة اللاذقية اعتماداً على التقنيات المذكورة أعلاه. ولبناء هذه الخارطة، تمّ بدايةً الحصول على بيانات تقنية (كهربائية) عن الشبكة في منطقة الدراسة تضمّنت بعض الخرائط الورقية للشبكة المذكورة ومجموعة من الجداول الورقية والإلكترونية لمعطيات هذه الشبكة. ثم تمّ استخدام جهاز الـ GPS لتحديد الإحداثيات الجغرافية لمحطات وابراج هذه الشبكة. لاحقاً قمنا ببناء شرائح الـ GIS للمحطات والأبراج والخطوط باستخدام برنامج (ArcGIS 10.3). بعد ذلك تمّ بناء قاعدة البيانات الرقمية (الجغرافية والكهربائية) لهذه الشبكة باستخدام نهج إدارة قواعد البيانات العلائقية وتم ربط هذه القاعدة مع شرائح الـ GIS. وقد أظهرت النتائج التي حصلنا عليها، أنّ الخارطة الرقمية توفّر إمكانيات كبيرة تتمثّل في حل عدد كبير من المشاكل المكانية مثل تحديد عدد ومواقع محطات التحويل ومكوناتها والأبراج ومسارات الخطوط وغيرها بشكل دقيق مما يُسهم في تعزيز وتسريع عملية اتخاذ القرار الدقيق المناسب.