أبو ذرٍّ الغفاري ليس وحيداً في المسرح العربي المعاصر (دراسة تطبيقية في عملين مسرحيين)

Abstract

لجأ نفرٌ من الكتّاب المسرحيين بعد الخامس من حزيران عام (1969 ) إلى التراث العربي، واستلهموا منه بعض المواقف وبعض الشخصيات وراحوا يعبّرون بـها ومن خلالها عن قضايا تمسّ الواقع السياسي والاجتماعي والاقتصادي .

وقد يكون هناك أسباب جوهرية في الالتفات إلى التراث ، والاستعانة ببعض مصادره ، تعود في مجملها إلى عوامل سياسية وفنية وثقافية ، وقد جعلت هذه الظاهرة الكاتب المسرحي مرتبطاً بتاريخه ومعبّراً عن واقعه الذي عكس عليه الماضي بتجلياته وتحولاته .

ولعل من أهم القضايا التي عالجها الكتّاب المسرحيين ، قضية العلاقة بين السلطة والشعب ؛ إذ فضحوا سلبيات تلك العلاقة ، فأدانوا السلطة التي زيفت الحقائق ، وكبتت الحريات ، كما أدانوا سلبية الشعب ، وأشاروا إلى  دور الحرية والديمقراطية في بناء مجتمع يعمّ فيه العدل ، وتتحقق فيه المساواة .

وأكد بعض الكتّاب من خلال استدعاء شخصية الصحابي الجليل أبي ذرّ الغفاري أن هذه القضية ليست حديثة العهد وإنما بدأت منذ القدم ولا تزال ، والعلة في ذلك أن الدعوة إلى ضرورة العيش الكريم لم تحقق أهدافها ، ولن تتحقق إذا لم يواكب التنظير التطبيق ، و يلازم القول الفعل . ومن هنا فقد قدّموا حلولاً بهدف تغيير عدّة سلبيات ، ومحاولة بناء مجتمعٍ جديدٍ تتحقق فيه العدالة والمساواة .

Some of the Dramatists, after the fifth of June , 1969 reverted to the Arabic  Heritage and got inspiration from it in some of the situations and characters through which they expressed questions that touch the political, social and economical reality .

Maybe, there are essential reasons for the reversion to the heritage and seeking assistance from its resources, based totally on political, technical and cultural elements. This phenomenon made the Dramatist bound to his history and expressive of the reality on which  the past has been  reflected with its revelations and conversions.

From the most important questions handled by some of the Dramatists is the relation between the government and the people. They divulged the passivity in that relation. They condemned the government that falsified the facts and suffocated the liberties. They also condemned the passivity of the people, and pointed to the role of freedom and democracy in building up a society where justice overwhelms and equality prevails .