دور اللون في توثيق هوية المدينة – حالة دراسية: مدينة اللاذقية

الملخص

تمثل المدينة انعكاسا" للثقافة والحضارة في المجتمع، حيث أن كل مدينة تترك بصمتها بسبب مزيج من الأماكن والفراغات والألوان والروائح، وتوثق هويها، وتؤسس لمكانها الدائم في ذاكرة سكانها وزوارها. تعتبر العناصر ﺍﻟﺒﺼﺭﻴﺔ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺩﻥ ﻤﻥ ﺃﻫﻡ ﺍﻟﺠﻭﺍﻨـﺏ ﺍﻟﺘـﻲ ﻴﻬـﺩﻑ ﺍﻟﺘﺼﻤﻴﻡ المعماري وﺍﻟﻌﻤﺭﺍﻨﻲ ﺇﻟﻰ ﺩﺭﺍﺴﺘﻬﺎ، حيث أن وجود أي خلل فيها ينتج عنه تلوث بصري في المشهد العام، وضياع في الهوية، ويؤدي إلى ﺘﺄﺜﻴﺭﺍﺕ ﺴﻠﺒﻴﺔ (ﺒﻴﺌﻴﺔ، سلوكية، ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ، ﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ، ﺜﻘﺎﻓﻴﺔ). من هنا تظهر إشكالية البحث: والتي تتجسد في أن مدينة اللاذقية (كحالة دراسية) تعاني من غياب أي نظام بصري تشكيلي حاكم، حيث يتم استخدام الألوان بشكل عشوائي غير مدروس، وغير مرتبط بوظيفة المبنى وبطبيعة المنطقة ومناخها وطابعها العمراني. مع إمكانية إجراء أي تعديل على ألوان الأبنية القائمة، من قبل أشخاص لا يمتلكون الخبرة الكافية، ودون إيجاد مخالفات بحقهم. فكان هدف البحث: إلقاء الضوء على أهمية دور اللون ومدى تأثيره في تشكيل صورة متكاملة المعالم للمدينة توثق هويتها، حيث أن اللون من أهم الخصائص البصرية والجمالية، وقد تم اختيار مدينة اللاذقية كحالة دراسية على اعتبارها مدينة سياحية تستقطب العديد من الزوار من داخل القطر وخارجه، فلا بد من أن تتمتع بتصميم معماري متناسق وجميل. فجاء البحث كمحاولة لإيجاد الحل من خلال وضع منهجية تتضمن: المنهج النظري (دراسة نظرية عن مفهوم المدينة والعلاقة بين الألوان و الهوية المعمارية)، والتحليلي(تحليل بعض النماذج العالمية و المحلية )، والاستقرائي(استقراء التلوث البصري اللوني في اللاذقية)، للتوصل الى نتائج و توصيات و أهمها: إبراز أهمية اللون في توثيق هوية المدينة ، التوصل إلى  منهجية علمية لاختيار ألوان واجهات المباني في المدن بشكل عام وفي اللاذقية بشكل خاص، يعكس إرثها الحضاري والثقافي، ويوثق هوية وطابع خاص بها، مع إمكانية اعتمادها من قبل الجهات المعنية بالأمر.