مترو دمشق ـ مبررات إنشائه وطريقة تمويله واستثماره

الملخص

يتميز الوضع الراهن لمدينة دمشق باختناقات مرورية شديدة، لا تقتصر على ساعات الذروة فحسب بل تتعداها إلى أوقات أخرى نهارية و مسائية ,مما أدى إلى ازدياد الحوادث المرورية و ارتفاع مستوى الضجيج وتلوث الهواء الناجم عن زيادة أعداد وسائط النقل المديني عن الحد الأعظم المسموح به. تعتمد مدينة دمشق و ريفها في تنقل المتواجدين فيها اعتماداً رئيساً على الميكروباصات و الباصات والسيارات المختلفة, و أدى الازدحام الناجم عن زيادة أعداد هذه المركبات و سوء تنظيم المرور فيها إلى انخفاض سرعة المركبات لتصل الى10 كم/سا في مركز المدينه, و من المتوقع أن تنخفض إلى أكثر من ذلك . لقد كان لنظام النقل المديني السككي (المترو بأنواعه و الترام السريع)الفضل في التوسع الأفقي للمدن ,و نزوح السكان إلى أطراف المدن سعياً وراء الهواء النظيف و المعيشة المريحة،لأن هذا النظام بالإضافة إلى اقتصاديته يؤمن السرعة و أمان التنقل.

مع تزايد عدد سكان دمشق و زيادة الطلب فيها على النقل،أصبح استخدام نظام النقل المديني السككي ضرورة لا بد منها لتبقى الباصات و الميكروباصات تعمل لتأمين نقل بسيط لإيصال الراكب إلى هدفه النهائي ,الذي لا تصله شبكة النقل السككي. تم استعراض الدراسات الفنية الأولية التي جرت لإنشاء شبكة مترو في دمشق ( السوفياتيه، شركة الدراسات و جايكا )  , وتم القيام بدراسة جديدة توصلنا فيها إلى اقتراح شبكة خطوط مترو بأربعة خطوط قطريه و خامس حلقي. تم اقتراح إعطاء  الفرصة للقطاع الخاص ( للشركات الوطنية و الأجنبية المتخصصة )لإنشاء و تشغيل و من ثم إعادة الشبكة إلى الدوله بوضعية فنية جيدة على مبدأ " إنشاء – تشغيل – تسليم " (BOT)  المعمول به كثيراً في مشاريع مشابهه.