مفهوم الرؤيا في النقد العربي المعاصر

Abstract

لعل تطور الوعي, والنضج الفكري والثقافي, وفهم الشاعر المعاصر لحركة المجتمع, واطلاعه على التاريخ منح الشاعر طاقة معرفية هائلة راح يبثها في شعره, وبهذا تجاوز الشاعر الرؤية الفكرية للفن والواقع, إلى الرؤيا التي تمنحه القدرة على الكشف والتنبؤ بالمستقبل واستشرافه.

من هنا, التفت النقد المعاصر إلى أهمية الرؤيا في الشعر, خاصة أنها تجاوزت الذاتية إلى الرؤيا القومية عند بعض الشعراء, وإلى الرؤيا الكونية عند بعضهم الآخر.

غير أنّ مفهوم الرؤيا ظلت تشوبه غمامة من اللبس والغموض رغم محاولة عددٍ من النقاد تحديد مفهوم واضح لهذا المصطلح من خلال تجلياته في الشعر المعاصر, كما حاولوا توضيح دلالاته ومعانيه وقد ظهرت اهتمامات موزعة بين دراسات نظرية، وأخرى تطبيقية منها ما احتفى بالرؤيا لتشكّل أساس الدراسة, ومنها تناولها في سياق دراسة مقومات الشعر المعاصر, وبهذا تكون الرؤيا مقوّماً مهمّاً من مقوّمات الشعر المعاصر, وإحدى وسائل إدراك جوهر هذا الشعر, وكشف معانيه، مما جعل هذه الدراسة تسعى إلى تقديم مفهوم واضح للرؤيا من خلال البحث في مجموعة من الآراء النقدية العربية المعاصرة ومحاولة توضيح مضامينها وتقصي دلالاتها .

The development of consciousness and intellectual revival, together with the understanding of contemporary poets of the dynamics of sociology and their acknowledgement of historical facts may endow them with a huge cognitive energy intermitted in their verse. So they exceeded the intellectual vision to a world which enabled them to reveal and foresee future.

Therein the contemporary criticism has turned to give importance to imagery and vision in poetry, especially to transverse subjectivism to national vision and then to cosmic vision.

Critics have tried to define the clear concept of this idea in contemporary poetry. They also have tried to clarity its denotations and connotations. For this reason vision has become  an important factor in contemporary poetry and good key to conceive the essence and the meaning of this poetry.