مفهوم فاعليّة الهُويّات الأنثويّة المعوقة في زمن الحرب بين روايتي(حكاية زهرة) للكاتبة اللبنانيّة حنان الشيخ، و(ألف شمس ساطعة) للكاتب الأفغاني خالد الحسيني.(دراسة مقارنة)

الملخص

يحاول البحث إثارة تساؤلات تنطلق من افتراض أنّ الهويّات الأنثويّة تقاوم خطاب الإعاقة الفيزيولوجيّة الملفّقة بمعايير النصوص الثقافيّة الموهنة للعزيمة الأنثويّة، فهل تسعى تلك الهويّات إلى تمكين ذاتها داخليّاً باستجرار مقاومة مخترعة، أم مضادّة ، لتتمكّن تدريجيّاً من الاندماج التامّ في زمن الحرب المختل؟ وهل تنحيتها لخلل الإعاقة المُصطنعة ، يُملكها ناصية الدور الأنثويّ الفعّال الذي يعبّر عن النضال السياسيّ الفاعل الذي يصوّر الهويّات الأنثويّة المعوقة ثائرة تُطالب بحقوقها الشرعيّة المستلبة؟

إنّ مفهوم فاعليّة الهويّات الأنثويّة مفهوم أنطولوجي؛ ديناميّ الأداء، تنازليّ الفعاليّة، يبدأ بطور التفاوض السريّ الذي يمرّن (زهرة)، و(مريم) على خرق سرد الإعاقة الفيزيولوجيّة الملفّقة؛ فيحرّضهما على تحدّي الأيديولوجيا الأبويّة. وطور الاختراق العلني الذي يفلت الذوات الأنثويّة من قيدها؛ أي يحرّرهما من إسار ذكوريّة أهل(زهرة)، والمجتمع الذي يحكم عليها بغرابة الشكل، واضطراب السلوك، و قيد (رشيد) زوج (مريم) المتعصّب الذي صيّرها عاقراً جسداً، وذهناً. أمّا طور الحديّة المتجذّرة، فيرسّخ مفهوم الأنوثة المعوقة التي مهما حاولت فلن تفلت من قبضة المجتمع، ومعاييره التي تبقيها عالقة بين الاعتراف الهويّاتي التخيّلي الذي يصوّرها أنثى ولا يقبلها كياناً، والذهان المجتمعي الذي يعدّها غير سليمة البدن، ولا يصنّفها مريضة تحتاج إلى العلاج.