الشعر الرقمي والقطيعة الثقافية

الملخص

مع تقدم التكنولوجيا وسباق التقنيات الرقمية أخذ هذا "الوباء" يجتاح كل جوانب حياتنا بما فيها الأدب فأصبحنا مجبرين على الاعتياد على تسميات جديدة كالأدب الرقمي والشعر المرئي والشعر الرقمي والشعر الملموس وغيرها من التسميات التي تنتمي بمجملها لعالم المعلوماتية.

ولا اعتراض على كل هذه التسميات لو عنت أدبا سهل المنال وبمتناول اليد لكننا نكتشف أنه أدب مغاير تماما لما في أذهاننا ولما ننتظره من الأدب التقليدي.

يتحفنا الأدب الرقمي بمفاجآت كفيلة بقلب  مفاهيم كثيرة متعلقة به مباشرة مما يجعلنا نعيد النظر حتى بتعريفه.

لطالما قالوا  ويقولون بان الشعر مثلا ابن بيئته, وربما هي المقولة الوحيدة الثابتة حوله, فها نحن نجد بأن الشعراء يتسابقون لمجاراة واقع ثقافي متجدد وقمة في الحداثة, ويعيشونه في شعرهم كشعار " تمرد" او بمعنى أجمل " كتحرر من قيود" كثيرة  متناسين او رافضين فكرة ان هذه القيود تجعل من الشعر أقرب الأنواع الأدبية إلى...الروح.

تتناول هذه الدراسة ما آلت إليه حال الشعر حاليا بعد أن اجتاحته موجة الحداثة  فجردته من العديد من الميزات بما فيها إمكانية ترجمته ونقله عبر اللغات والزمن ليعيش عوالم اخرى غير عالمه الأصلي. كما أن أية  دراسة نقدية صرفة أو أي دراسة مقارنة باتت شبه مستحيلة أمام هذا التبدل الغريب.