فنّ الغزل عند أبي النجم العجلي

الملخص

مازال شعرُنا القديمُ بمنابعه التصويريّةِ ورؤاه التعبيريّةِ يفتحُ للباحثين مجالاً رحباً للدراسةِ والتحليل، فكلّما أوغلوا في دراسة خباياه ورصد دلالاته، وجدُوا في لُججه كثيراً من الخبايا التي تحتاج إلى قَدرٍ غيرِ قليلٍ من الحبّ والصّبر والأناة لفهم كُنهه. وتراثنا العربيّ غنيّ بالشّعراء المغمورين الذين عزفت أقلام الدّارسين عنهم فبقوا طيّ النسيان لأسباب عدّة.

لذلك ينشدُ هذا البحثُ إماطة اللّثام عن أحد رجّاز العصرِ الأمويّ المغمورين، وهو أبو النجم العِجلي، الذّي برع في كثير من موضوعات الشعر ومنها الغزل الذّي يتوقّف البحث عنده، فقد انتشر الغزل واتّسع في العصر الأمويّ حتّى خطفت أسماء الشعراء العشّاق أقلام الباحثين إليها أكثر من غيرها فلم ينتبهوا إلى صوت الرّاجز البدويّ الذّي رشِحَ بالأسى والحرمان. لذلك يتوقف البحث عند غزله ويبيّن ملامح صورة المرأة كونها ركن الغزل الأساس ومحوره الرئيس، فالراجز في غزله يعبّر عن آلامه وآماله، ويصف ما يكابده من مشاعر اتجاهها، ويرسم صورتها كما رآها أو أرادها أن تكون.