فلسفة الدين عند هيجل

المؤلفون

  • نور ماشي جامعة تشرين
  • جلال بدلة جامعة تشرين

الملخص

يهدف هذا البحث إلى التعريف بالمكانة المهمة التي احتلتها فلسفة الدين ضمن النسق الهيغلي على اعتبار أن الدين عند هيجل هو تجلّ للفكرة المطلقة, فالروح المطلق؛ أي الله يتجلى في التاريخ على نحو حتمي, ولا بد لتلك الروح أن تتموضع وتأخذ مكانها إلا أن تلك الحركة لا تأتي دفعة واحدة, وإنما على مراحل, وعرضها وفق تسلسل عقلي ومنطقي حتى نصل إلى تحقق الروح المطلق بشكل نهائيّ ومكتمل, قسم هيجل مراحل تطور الدين إلى ثلاثة أقسام, ديانة الطبيعة التي ظهر فيها  الفكر بشكل عياني  في الواقع , وديانة الروحية التي مثلت ارتقاء الواقع وصعوده للفكر, وصولاً إلى الديانة المطلقة وفيها يتحد الفكر بالواقع, التي تُعدّ القمة التي يصل إليها العقل الإنساني وتمثل عودة الفكرة الشاملة إلى ذاتها, التي تجسدت في الديانة المسيحية التي قربت بين الطبيعة الإلهية والطبيعة البشرية التي تجسدت في شخص المسيح.

يشير مفهوم الدين عند هيجل إلى وعي الروح بذاتها أي بمعنى هو الفكرة, فموضوعه هو الله الذي لا يظهر إلا في الفكر لأن الله هو الفكرة عند هيجل, ولا يمكن الوصول إلى معرفته دون استخدام العقل المحض لبلوغ المعرفة المطلقة, فعمل على تحويل مضمون الدين إلى فكر, ومن ثم تحويله إلى واقع؛ فالله عند هيجل تحول إلى ما يسمى المطلق, والمسيح إلى تجسد, والتثليث إلى جدل فالدين تحول إلى أفكار وجدل .

إن الإنسان عند هيجل يحقق ذاته في الدين؛ فالروح تدرك ذاتها, وتتخلّص من كل ما ينهك قواها وتحقق إشباعاً تاماً  وخلاصاً أبدياً من كل ما علق بها من تناهٍ وتدرك اللامتناهي اللامحدود, وهو أسمى ما يمكن أن يصل إليه الإنسان وهذا الوعي باللامتناهي اللامحدود أي الله إنما هو الدين الحقيقي وفقاً للرؤية الهيغلية.

إن الغاية النهائية للثيولوجيا الهيغلية التي بلغت قمة تطورها, تجلت في أنسنة  الله؛ أي بمعنى تشبيه الله بالإنسان التي تجسدت في فكرة المسيح, ثم يأتي بعد ذلك العقل ليبين أن هذه الفكرة هي نتاج للروح والروح عند هيجل هي الروح الإنسانية  ومن خلال ذلك يتبين أن  الإنسان يعرف ذاته في شخص المسيح ويحافظ على ذاته داخل الفكر ككيان له وجود من أجل ذاته.

التنزيلات

منشور

2024-06-03

كيفية الاقتباس

ماشي ن. ., & جلال بدلة. (2024). فلسفة الدين عند هيجل. مجلة جامعة تشرين للبحوث والدراسات العلمية- سلسلة الآداب والعلوم الانسانية, 46(2), 273–287. استرجع في من https://journal.tishreen.edu.sy/index.php/humlitr/article/view/16425