أعمال عضد الدّولة البويهي الحضاريّة في العراق (367 – 372ه/ 978 - 983م)

المؤلفون

  • سمر سقور جامعة تشرين

الملخص

امتازت الدولة البويهية في العراق في زمن عضد الدولة البويهي بخاصية قلما تتوفر في غيرها من الدول، وهي أن رجالها من أهل العلم والأدب حيث بلغت الدولة في عهده شأناً كبيراً وشهدت انجازات راقية، فبعد دخوله إلى بغداد بدأ بعمارتها وإعادة ما تهدم من مساجدها وأسواقها، وحرص على جعل البيمارستان مدرسةً لتعليم الطب وداراً لعلاج المرضى، فتقدمت صناعة الطب في عهده، كما اهتم ببناء المساجد ولا سيما المساجد الجامعة لإدراكه لدورها كمركز من مراكز الحياة العلمية والفكرية، كما قام بتوسيع بعض المساجد وبناء الكثير منها في بغداد مخصصا لها الأموال الطائلة، وأعطى مساجد المقامات الشيعية الاهتمام الأكبر فبنى مسجداً على قبر الامام علي بن أبي طالب ومسجداً على قبر الحسين بن علي في كربلاء، كما شهدت الحياة العلمية في عهده ازدهاراً واسعاً، حيث قرب إليه العلماء، وأغدق عليهم العطاء، فكان مجلسه منتدى يجتمع فيه الفقهاء والمحدثون والنحاة والأدباء والشعراء والأطباء والمهندسون، وكانت تدور في حضرته المناقشات العلمية، ويعطي كل خبير رأيه، وكان عضد الدولة يشترك معهم في هذه المناقشات، أما اهتمامه بالأدب والشعر فكان اهتماماً بالغاً حيث أنه كان يجمع الشعراء ويكرمهم ويسمع أشعارهم، ومن أشهر علماء الأدب في عهده أبو عبد الله المزرباني  صاحب كتاب الموضح وأبو القاسم بن يوسف الشيرازي اللذين كان لهما الأثر الأكبر في نشر الثقافة الأدبية في عصره

وهكذا يمكن القول أن فترة حكم عضد الدولة البويهي للعراق زاخرة بالعطاء من خلال مساهمته الكبيرة في دعم الحركة الفكرية والعلمية .   

التنزيلات

منشور

2025-01-13

كيفية الاقتباس

سقور س. (2025). أعمال عضد الدّولة البويهي الحضاريّة في العراق (367 – 372ه/ 978 - 983م). مجلة جامعة اللاذقية - سلسلة الآداب والعلوم الانسانية, 46(6), 245–260. استرجع في من https://journal.tishreen.edu.sy/index.php/humlitr/article/view/17871