السّياسة الدّاخليّة لملوك مصر خلال عهد الأسرة الحادية عشرة 2143-2000 ق.م.

الملخص

شكّلت السّياسة الدّاخليّة للأسرة الحادية عشرة التي حكمت بين عامي 2000-2143 ق.م مسألةً غايةً في الأهميّة, فقد تمكّن الفرع الأوّل لهذه الأسرة "الأناتفة" من تأسيس الأسرة الحادية عشرة, مُعتمدين بدايةً على مهادنة خصومهم السّياسيّين, حكّام "حت نن نسو" ملوك الأسرة العاشرة, ريثما تقوى شوكتهم, وعندما احسّوا القوّة في أنفسهم تحدّوا السّلطة الملكيّة في "حت نن نسو" وتلقّبوا بالألقاب الملكيّة الرّسميّة, وعملوا على تجميع الأحلاف ضدّ "حت نن نسو" والسّيطرة على أراضٍ جديدة وضمّها إليهم, خاصّةً خلال عهد الملك أنتف الثّاني "واح عنخ" 2091-2140 ق.م, وبقيت الأوضاع الدّاخليّة على حالها في حالة سجال ما بين الطّرفين حتى نهاية عهد الملك أنتف الثّالث "نخت نب تب نفر" 2088-2091 ق.م لتتغيّر الأمور جذريّاً مع استلام الفرع الثّاني للأسرة الحادية عشرة, خاصّةً في عهد الملك منتوحتب الثّاني "نب حبت رع" 2019-2070 ق.م الذي نجح في إنهاء حكم الأسرة العاشرة, وتوحيد مصر بكلا وجهيها القبلي والبحري وذلك في العام التّاسع من عهده, فانعكس ذلك بالإيجاب على السّياسة الخارجيّة, فبعد توفير سبل الأمن ازدهرت التّجارة الدّاخليّة والخارجيّة, حيث عادت العلاقات التّجاريّة مع البلاد المجاورة كبلاد "بونت" (الصّومال), "بيبلوس" (جبيل) وبلاد النّوبة, ممّا أدّى إلى الازدهار السّياسي والاقتصادي والاجتماعي والعمراني, الذي استمرّ حتى أواخر عهد الملك منتوحتب الثّالث "سعنخ كارع" 2019-2007 ق.م, لتسوء الأوضاع السّياسيّة في عهد الملك منتوحتب الرّابع "نب تاوي رع" 2007-2000 ق.م آخر ملوك هذه الأسرة, وتتسلّم المُلك أسرة جديدة هي الأسرة الثّانية عشرة.