بنية المشهد الطللي في نقائض /جرير والفرزدق/ ووظيفته

المؤلفون

  • نعمى خليل

الملخص

عُدّت نقائض الفحول الثلاثة (جرير، والفرزدق، والأخطل) من روائع الشعر الأموي؛ إذ كان متلقّوها من الأدباء والنقاد وغيرهم من محبّي هذا الفنّ يعدّونها نصوصاً شعريةً متميّزةً. وكانت لشعر النقائض قيمته الكبرى؛ لأنّه شكّل سجلّاً لغويّاً دُوّنَت فيه ألفاظ غير قليلة من لغة العرب، وصور التعبير فيها، وتردّد في جنباتها صدى تلك الحياة الذاهبة المغيّبة عن الناس، مع ما ذهب من تاريخ العرب، وأنسابهم، وأيّامهم.

وقد كانت النقائض أشبه ما تكون بالمسرح؛ من حيث ما تهيّئه الأيام من مادة قصصية شعرية. وممّا لا ريب فيه أنّ جمهور المتفرّجين في المربد والكُناسة كان يُعجب بها، ويجد متعةً في متابعة ما ينتجه هذا الفنّ ويبدعه من معانٍ تتصل بأمجاد القبيلة وأبطالها، وصورٍ ســــاخرةٍ يثبتُ فيها شعراء النقائض قدراتٍ رائعةً في الرســـــم والتصوير، سواء كانت ساميةً في الفخر، أو مخزيةً في الهجاء. أمّا مقاطع النقيضة فأشبه ما تكون بالمشاهد المسرحية، وكلّ مشهد يُعدّ لبنةً في البناء الفنّي الذي أحكمه الشاعر.

ويوضّح هذا البحث بنية المشهد الطللي في نقائض جرير والفرزدق، ووظيفته الفعّالة في الوصول إلى أهداف الشاعر المنشودة من النقيضة: المباشرة من إعلاء شأنٍ وإبراز قيمٍ في الفخر، وانتقاص قدر وتقريع الخصم في الهجاء، أو غير المباشرة من تسلية وإمتاع للجمهور. ولذلك فإنَّ قراءة هذا البحث بشكلٍ دقيق تجيب عن كثير من الأسئلة، من قبيل: كيف بنى شاعرا النقائض الأمويان المشهد الطللي؟ وإلى أيّ مدى استطاعا التحرّر من البناء الفنّي التقليدي لمشهد الطلل في القصيدة، وتحميل هذا المشهد وظائف استهلالية للموضوع الأصلي؟ وما دور الموقف الأدبي للشاعر في بناء هذه المشاهد، وتحميلها طاقات إيحائية ودلالية، لتغدو عنصراً وظيفيّاً مهمّاً في البناء الفنّي للنقائض؟

المراجع

- ابن جعفر، قدامة. نقد الشعر. تحقيق محمد عبد المنعم خفاجي، دار الكتب العلمية، لبنان.

- ابن عبد ربّه الأندلسي. العقد الفريد. تحقيق مفيد محمد قميحة، الطبعة الأولى، دار الكتب العلمية، لبنان، 1983.

- ابن قتيبة. الشعر والشعراء. تحقيق: أحمد محمد شاكر، الطبعة الثانية، دار المعارف، القاهرة، 1967.

- ابن منظور. لسان العرب. مراجعة وتدقيق: د.يوسف البقاعي؛ ابراهيم شمس الدّين؛ نضال علي، الطبعة الأولى، منشورات مؤسسة الأعلمي، بيروت، 2005 .

- أبو عبيدة، معمر بن المثنّى. كتاب النقائض (نقائض جرير والفرزدق). باعتناء المستشرق الإنكليزي: أنتوني أشلي بيفان، طبع في مدينة ليدن المحروسة، مطبعة بريل، 1905-1908 . (أعادت طبعه بالأوفست مكتبة المثنّى ببغداد).

- الأصفهاني، أبو الفرج. الأغاني. دار الكتب، القاهرة، 1961 .

- امرؤ القيس. ديوان امرئ القيس. تحقيق محمد أبو الفضل ابراهيم، الطبعة الثالثة، دار المعارف، مصر، 1969.

- البهبيتي، محمّد نجيب. تاريخ الشعر العربي حتّى آخر القرن الثالث الهجري. دار الكتب المصرية، القاهرة، 1950.

- جرير. ديوانه. تحقيق د.نعمان محمد أمين طه، دار المعارف، مصر، 1969-1971.

- ذو الرّمة. ديوان ذي الرّمة. حقّقه وقدّم له وعلّق عليه عبد القُدّوس أبو صالح، الطبعة الأولى، مطبوعات مجمع اللغة العربية بدمشق، مطبعة طربين، 1972-1973.

- زراقط، عبد المجيد. الشعر الأموي بين الفن والسلطان. الطبعة الأولى، دار الباحث، بيروت، 1983 .

- الشايب، أحمد. تاريخ النقائض في الشعر العربي. الطبعة الثالثة، دار الاتحاد العربي، مصر، 1966 .

- ضيف، د.شوقي. التطوّر والتجديد في الشعر الأموي. الطبعة الثالثة، دار المعارف، مصر، 1965.

- طه، نعمان محمد أمين. جرير حياته وشعره. الطبعة الأولى، دار المعارف، مصر، 1968 .

- الفحّام، شاكر . الفرزدق. الطبعة الأولى، دار الفكر، دمشق، 1977 .

- الفرزدق، همام بن غالب. ديوانه. شرحه وضبطه وقدّم له علي فاعور، الطبعة الأولى، دار الكتب العلمية، بيروت، 1987م.

- القرطبي، شمس الدين. الجامع لأحكام القرآن(تفسير القرطبي). تحقيق أحمد البردوني؛ ابراهيم أطفيش، الطبعة الثانية، دار الكتب المصرية، القاهرة، ج14، 1964 .

- كمّوني، سعد. الطلل في النصّ العربي، دراسة في الظاهرة الطللية مظهراً للرؤية العربية. الطبعة الأولى، دار المنتخب العربي، بيروت، 1999.

- ناصف، د.مصطفى. قراءة ثانية لشعرنا القديم. الطبعة الثانية، دار الأندلس، بيروت-لبنان، 1981.

- هلال، محمد غنيمي هلال. الموقف الأدبي. الطبعة الأولى، دار العودة، بيروت، 1977.

التنزيلات

منشور

2019-02-28

كيفية الاقتباس

Khalil, N. . (2019). بنية المشهد الطللي في نقائض /جرير والفرزدق/ ووظيفته. مجلة جامعة تشرين للبحوث والدراسات العلمية- سلسلة الآداب والعلوم الانسانية, 40(6). استرجع في من https://journal.tishreen.edu.sy/index.php/humlitr/article/view/8468