نقد الحسّ العام (المُشترك) في ضوء الفيزياء المعاصرة عامةً والفيزياء الكموميَّة خاصةً

الملخص

الفيزياء الكموميَّة، هي واحدة من أنماط الفيزياء المعاصرة المثيرة لكثير من الجدل، والتي تحتمل سجالات تطول, بالإضافة إلى اختلاف آراء من الصعب حصره، في العلم كما في الفلسفة، كما في فلسفتهما. 

وهذا البحث هو مقاربة تستهدف استعراض بعضاً من المشكلات التي تُثيرها الفيزياء الكموميَّة  وفق منهجٍ  تحليليّ تركيبيّ ما أمكن.

بدلت الفيزياء الكموميَّة من الصورة النمطيَّة للعلم، إذ أشاعت هذه الفيزياء مفاهيم من قبيل الحقيقة الذاتية اللامتعيَّنة والإحتماليَّة, وركزت على أهمية الاعتبارات الجماليَّة وقيمة الحدس في بناء العلم وتطويره. ما أدى بالنتيجة إلى حدوث قطع ابستمولوجيّ مع المسيرة السابقة للعلم, كان من نتائجه محاولات الكثير من أنصار الكموميَّة نقض الحسّ العام, والتأسيس لفلسفة علم عمادها الإفتراق عن السَّائد والمُترسّخ في فكرنا البشريّ, والذي تراكم حتى بدا وكأنه نوع من اللاوعي المشترك بين البشر, أو نمطاً من اللاوعي الجمعيّ المُصدّق به بداهةً . وهذا ما استدعى التساؤل حول ما سُمي بالعلاقة الجدليّة التي نشأت تالياً بين الكموميَّة وبين العلم وفلسفته, وما ترتب عن هذه العلاقة من آثار.

 فالكموميَّة في مقاربتها لمفهوم الحقيقة ومحاولتها تفسير أصل الكون, تجيز أن نراها في بعض جوانبها, أو نقرأها كنظريَّة فلسفيَّة ميتافيزيقيَّة, وهذا بدوره يدعو للتساؤل حول مدى افتراقها أو انسجامها مع مخرجات الحس العام ومسلّماته.