إشكالية الميتافيزيقا من التقدم المرحلي إلى التطور النهائي بين كانط وهيجل

الملخص

يهدف هذا المقال إلى توضيح مصطلح الميتافيزيقا لدى كانط وهيجل, باعتباره بحثاً أصيلاً من مباحث الفلسفة الألمانية عامة, والمثالية النقدية منها بصفة خاصة,  فكانت الميتافيزيقا هي الوسيلة التي تساعد الإنسان على بلوغ درجة أسمى في المعرفة باعتبارها البحثَ الفلسفي الذي يختص بالبحث عن ماهية الأشياء.

يعود الفضل إلى الفيلسوف الألماني كانط في تأسيس مصطلح الميتافيزيقا,  ليأتي هيجل مكملاً مسيرته في محاولته  تطوير الميتافيزيقا, وجعله علماً عقليّاً خالصاً, و يدخل في جميع المجالات العقلية, والدينية, والتاريخية.

أكّد كانط في فلسفته على المعرفة العقلية والتجريبية, واستخدم العقل من أجل إيجاد ميتافيزيقية علميّة بدلاً من التقليدية, فالمسألة الأساس في فلسفته هي تأكيده على سموّ العقل, طبق منهجه النقدي على كل فلسفته, فتناول بها نظريّة المعرفة والفنّ والميتافيزيقا, ووصلت فلسفتُه النّقدية إلى النضج في كتابيه" نقد العقل المحض" و" نقد العقل العملي", وبنقده هذا أراد أن يقدم أداة أو وسيلة للقضاء على الأخطاء التي عرقلت الميتافيزيقا عن التقدم؛ فكان إصلاحها إذن هو المقصدَ الأسمى لفلسفة كانط فالمنهج النقدي الذي اتّبعه كانط كان له أثر كبيرٌ على الفلسفة إلى يومنا هذا.

إن لميتافيزيقيا هيجل مكانةً مهمّةً في منظومته الفلسفية باعتبارها علماً عقلياً, رأى أن الميتافيزيقا الغربية حتى أيام كانط فشلت في بلوغ كمالها, و كان البعض قد توقف عند أسباب عقم الميتافيزيقا مقارنة بالعلم, فإن هيجل عمل على تأسيس ميتافيزيقا أصلية تتجاوز المذاهب السابقة, وتتناول أفكارها وفق المنطق الجدلي الذي يستوعب مختلف المذاهب الفلسفية السابقة,  وهوما يحقق من منظور هيجل اكتمال الميتافيزيقا.